الفيلم الامريكي الثاني لهذا العام عن الارهاب

فيلم التملص هو الفيلم الامريكي الثاني لهذا العام عن الارهاب بعد فيلم المملكة الذي ما زال يعرض في عدد من دول العالم و قد عرض هذا الفيلم للمخرج الجنوب افريقي جافين هود ضمن الافلام الطويلة لمهرجان الشرق الاوسط السينمائي في ابو ظبي وتم طرحه في دور العرض الامريكية أواخر الشهر الماضي.
ويرجع الفيلم خطوتين الى الوراء عن الانجاز الذي حققته افلام سابقة تتناول الارهاب و التطرف و التي انجزت بعد عام 2001 مثل افلام سيرينا يونايتد 93 او حتى فيلم المملكة مع اختلاف الاسلوب الفني للفيلم الاخير عن الافلام السابقة.
و ينجر فيلم التملص الى اساليب جاهزة تقترب من الفجاجة في تصويره لظاهرة التطرف ونسبه للاسلام و الفيلم هنا لا يكتفي بعدم تناوله موضوع الارهاب وهو يقدم صورته الخاصة لهذه الظاهرة صورة لم تسهم في انتاجها اي بحوث كان من المفترض ان يجريها صانعو الفيلم اذا ارادوا حقا ان يؤخذ فيلمهم بجدية الخطاب الفكري للمتطرفين و الذي اظهره الفيلم لا يشبه اي خطاب فكري نعرفه لأن الخطاب الذي عرض كان بلا مرجعيات ولا سوابق فليس من المعقول ان يفتتح خطيب المجموعة الارهابية خطبته بدعوى لقتل المسيحيين هكذا ومن دون مقدمات مثلا لأشياء تخص الوضع الداخلي للبلد الذي تجري فيه الأحداث او اشياء تثير الغضب حتى يصل الى النتيجة التي تدعو الى قتل المسيحيين او شرطة ابناء البلد مثلا كما ان الصورة التي ظهر عليها المتطرفون و اللهجة الغريبة التي تحدثت بها الشخصيات العربية ابقى الفيلم اسم البلد العربي مجهولا ليست هي مشكلة الفيلم الوحيدة فالفيلم مليء بالزوائد و الكليشيهات التي اثرت على فيلم كان يمكن ان يتميز بموضوعه المهم عن المسلم المعتدل الذي يعيش في الغرب والذي يجد نفسه ضحية وضع عالمي أمني سياسي معقد.
البطل في الفيلم هو مصري يعيش منذ 20 عاما في الولايات المتحدة الامريكية و متزوج من سيدة امريكية الشاب الذي يعيش النجاح الامريكي بكل صوره يخطف عن طريق السي اي ايه ويرسل الى دولة عربية لتحقيق معه عن صلته بإرهابي يتهم بمسؤوليته عن عدة تفجيرات قتل في بعضها امريكيون هذه الطريقة في التعامل مع بعض الأجانب في امريكا ابتكرتها السي اي ايه للتخلص من قيود النظام الامريكي القضائي و تدخل الاعلام حيث يرسل المشتبه به الى العرب المتعاونين مع امريكا من اجل تعذيبه و انتزاع اعترافات منه تفيد حرب المخابرات الامريكية مع الارهابيين
وليت الفيلم بقي مع هذه القصة وسعى الى تطويرها وكشف الكثير من صورها الانسانية و النفسية و علاقة المهاجر ببلده الأصلي و البلد الجديد فعلاقة الزوجة الأمريكية بالزوج العربي المسلم هي علاقة لم تظهر سابقا في افلام هوليوود الكبيرة.
القصة اداها ممثلون ممتازون حيث قامت النجمة ريز ويذرسبون بدور كبير للزوجة التي ينكشف لها فجأة تعقيد العالم الذي يحيط بزوجها و الممثل من اصل مصري الهولندي عمر متولي الذي يلعب دور الزوج المصري الذي كان يعتقد انه وجد التوافق بين حياته الامريكية وماضيه العربي.اما القصص الاخرى في الفيلم فهي زائدة تماما و انتجت الكثير من الاخطاء و التعثر للفيلم و أضعفت تواصل القصة الأصلية
وقد اختار الفيلم قصة علاقة غريبة لابنة مدير الشرطة في البلد العربي مع شاب في طريقه الى التطرف وهناك ايضا ايضا قصة عضو السي اي ايه يؤدي دوره النجم جيك جيلينهال الموجود في البلد العربي والذي والذي يشرف على تحقيقات الشاب المصري قبل ان يشفق عليه ويساعد على اطلاق سراحه في نهاية عاطفية ضعيفة.
ويعود البطل المصري في النهاية الى امريكا الى بيته الجميل وزوجته الشقراء ووظيفة يصل دخلها الى نحو ربع مليون دولار سنويا.